انطونيو غوتيريس : عالمنا يسير في الاتجاه الخاطئ وتهدده التغيرات المناخية والكورونا
في خطابه الرئيسي أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن عالمنا يمضي في الاتجاه الخاطئ ويواجه تحديات وانقسامات غير مسبوقة، وأن على المجتمع الدولي أن يستيقظ.
وقال الأمين العام إننا نشهد أكبر سلسلة من الأزمات في زماننا، فجائحة كوفيد-19، زادت من حجم أوجه عدم المساواة، وأزمة المناخ تعصف بالكوكب.
وأوضح: "الصورة التي شهدناها من بعض أجزاء من العالم للقاحات كوفيد-19.. في القمامة. انتهت صلاحيتها ولم تُستعمل. وعلى الجانب الآخر، نرى تطوير لقاحات في وقت قياسي – وهو انتصار للعلم وبراعة الإنسان. بينما نرى أن هذا الانتصار وقد أبطلته مأساة نقص الإرادة السياسية، والأنانية وغياب الثقة. فائض في عدد من البلدان. وأرفف خاوية في بعضها الآخر. تلقيح غالبية العالم الأغنى، فيما أكثر من 90 بالمائة من الأفارقة لا يزالون ينتظرون أولى الجرعات."
ووصف الأمين العام حالة عدم الإنصاف في إتاحة اللقاحات بأنها "إدانة أخلاقية لحالة عالمنا. وهي إهانة."
نواقيس الإنذار المُناخية تضرب بصوت محموم
وأوضح أنه بينما نجح العالم في اختبار العلم، إلا أنه ينال درجة ضعيف في الأخلاقيات.
وأشار الأمين العام إلى أن نواقيس الإنذار المُناخية تضرب بصوت محموم، والتقرير الأخير الصادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ كان بمثابة رمز أحمر للإنسانية.
وقال إننا بحاجة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول 2030، ولكن تقريرا صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة أوضح أنه مع الالتزامات المناخية الحالية ستزداد الانبعاثات بنسبة 15 في المائة بحلول 2030.
ومن شأن هذا، يقول الأمين العام، أن يقودنا إلى ارتفاعات شديدة في درجات الحرارة بما لا يقل عن 2.7 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية – "كارثة"، بحسب تعبيره.
ونبه المسؤول الأممي الأعلى أنه في حين أن أسابيع تفصلنا عن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، فإننا على ما يبدو على مسافة سنوات ضوئية من إدراك أهدافنا.
"يجب أن نأخذ الأمر بجدية. وينبغي أن نتحرك بسرعة."
وبينما كشفت الجائحة وأزمة المناخ عن أوجه ضعف عميقة سواء على مستوى المجتمعات أو الكوكب، فإن ثمة مرض آخر ينتشر في عالمنا اليوم:
وهو داء غياب الثقة، بحسب الأمين العام. وقال: "الناس الذين نخدمهم ونمثلهم قد يفقدون الأمل ليس فقط في حكوماتهم ومؤسساتهم – ولكن في القيم التي بثت الحياة في عمل الأمم المتحدة على مدى 75 عاما: السلام، وحقوق الإنسان، والكرامة للجميع. المساواة، العدل، التضامن."
وقال الأمين العام إن الإنسانية أظهرت أننا قادرين على إنجاز أشياء عظيمة عندما نعمل معا، وهذا سبب وجود الأمم المتحدة.
"لكن لنكون واضحين. نظامنا متعدد الأطراف محدود للغاية اليوم في مؤسساته وإمكاناته، مقارنة بما هو مطلوب من أجل حوكمة فعالة لإدارة المصالح العامة العالمية."
وشدد السيد غوتيريش على الحاجة لتعزيز الحوكمة العالمية، قائلا: "نحتاج للتركيز على المستقبل، ونحتاج لتجديد العقد الاجتماعي، ولضمان أن تكون الأمم المتحدة مهيئة لعهد جديد."
ولفت الأمين العام إلى ستة "انشقاقات كبرى" قال عن على العالم أن يعمل على جسرها الآن، أولها تحقيق السلام والاستقرار الذي بات حلما بعيد المنال في كثير من أنحاء العالم.
كما حث الأمين العام زعماء العالم على جسر الانقسام حول المناخ، وهو ما يتطلب جسر الهوة بين الشمال والجنوب.
ويبدأ ذلك، بحسب قوله، بعمل كل ما بوسعنا الآن لتهيئة ظروف النجاح في مؤتمر غلاسكو، ورفع سقف الطموح من جانب جميع البلدان في ثلاثة مجالات أساسية هي التخفيف والتمويل والتكيف.
وتحدث غوتيريش عن الهوة بين الأغنياء والفقراء وفي داخل البلدان وفيما بينها. ويبدأ جسر تلك الهوة بإنهاء الجائحة لجميع الناس في كل مكان.
ويستلزم ذلك خطة تلقيح عالمية تزيد إنتاج اللقاحات بما لا يقل عن الضعف، وتضمن وصول اللقاحات إلى 70 في المائة من سكان العالم بحلول النصف الأول من 2022.