الاتحاد المصري للتأمين :مرونة برامج إعادة التأمين تدفع لزيادة حجم أقساط تأمين الطيران
أصدر الاتحاد المصري للتأمين ممثلا عن جميع شركات التأمين العاملة فى السوق ، تقرير ذكر فية أن الاتحاد المصري للتأمين يسعى دائماً إلى دعم وتطوير سوق التأمين المصري من خلال إطلاع السوق على المستجدات العالمية والتطورات التكنولوجية والاتجاهات العالمية الحديثة فيما يتعلق بصناعة التأمين من خلال دور الاتحاد في زيادة الوعي التأميني للعاملين بمختلف القطاعات التأمينية والخدمات المرتبطة بها.
وفي ظل اهتمام الاتحاد المصري للتأمين بمتابعة آخر التطورات والتحديات المتعلقة بتأثير كوفيد 19 على صناعة التأمين بالإضافة إلى الاهتمام بفروع التأمين الكبيرة ومن ضمنها هذا السوق الحيوي ومواكبة الشركات التي تكتتب في هذا النوع التأميني بأهم هذه التطورات.
تحدثنا في هذا العدد عن قطاع تأمينات الطيران بوجه عام بالإضافة إلى الأخطار التي واجهها هذا القطاع في فترات زمنية سابقة بالإضافة إلى الأخطار الحالية نتيجة لجائحة كوفيد -19 والتي أسفرت عن إيقاف رحلات الطيران أو تقليل ساعات الطيران بشكل كبير، حيث يري الاتحاد أنه على السوق مواجهة هذا التحدي الكبير في ضوء الوضع الحالي حيث إن القيود المفروضة على شركات الطيران وتقليص رحلات الطيران لن يساعد في زيادة الأقساط بشكل كبير لذلك يتوجب العمل على إيجاد حلول أكثر مرونة لمواجهة هذه الأزمة سواء من حيث التسعير أو مرونة برامج إعادة التأمين في ظل وجود مخاطر سابقة بالإضافة إلى مخاطر جديدة فرضتها الأزمة الراهنة لفيروس كورونا المستجد.
وأوضح تقرير الاتحاد المصرى للتأمين ، أن تأمين الطيران يعتبر من أحدث أنواع التأمين بصفة عامة حيث بدأ في الظهور في بريطانيا عام 1914 عندما بدأت شركات التأمين واللويدز في قبول تغطية بعض أخطار الطيران وخاصة على أجسام الطائرات، ثم بدأ ازدهار هذا الفرع بعد الحرب العالمية وأصبح يضمن بجانب تغطية الاجسام المسئوليات المختلفة، مشيرا إلى أن تأمين الطيران يتسم بمجموعة من السمات الخاصة به والتي تخرجه عن نطاق باقي أنواع التأمينات الأخرى ومن أهم هذه السمات، كبر حجم عملياته وضخامة مبالغ التأمين بسبب ارتفاع قيمة الأصول التي يتم التأمين عليها، كما تتسم حوادث الطيران بندرتها وضخامتها وكبر حجم الخسائر المالية التي تترتب على حدوثها وغالبا ما يكون من الصعب تحديد المسبب الأساسي الذي أدى لحدوث الخطر المؤمن منه. وبالتالي فإن هذا النوع من التأمين يكون في حاجة لخبرة خاصة في معاينة وتقييم الخسائر المادية، فضلا عن أنه يحتاج تأمين الطيران إلى التواصل المستمر مع المؤمن له أو مع معيد التأمين حيث يتم الرجوع إلى معيد التأمين في كل صغيرة وكبيرة تخص تأمين الطيران بعكس باقي أنواع التأمينات الأخرى، وكذلك الحدود الجغرافية لعقد تأمين الطيران يشمل جميع أنحاء العالم، لكون الدول التي تمر في مجالها الطائرات عرضة لأي حادث أو مطالبة.
وأشار إلى أن أهم الأخطار التي تغطيها تأمينات الطيران، هى أخطار الطبيعة وتشمل، العواصف / الأعاصير / الصواعق، فضلا عن الثلوج المتحجرة والأجسام الغريبة التي تدخل داخل محركات الطائرة كالطيور السابحة، فضلا عن المطبات الهوائية أي انخفاض الضغط الجوي عن الضغط المعتاد، وكذلك أحوال الرؤية السيئة، موضحا أن أخطار الطائرة ذاتها، وهي مجموعة الأخطار التي ترجع لعيب فني في الطائرة أو أثناء تشغيلها وقد يكون أحد مسبباتها الطيران بأقل من الحد الأدنى للسرعة المطلوبة في مراحل الطيران المختلفة سواء أثناء السير على الممر أو الصعود أو الهبوط أو النزول، فضلا عن التصميم الحديث للطائرات وما يسببه من حالات انفجار للطائرة في حالة بعض الأخطار الطفيفة مثل وجود المحركات أسفل جناح الطائرة في حالة التأخير في إنزال العجلات، وكذلك استخدام وقود سريع الاشتعال وما يسببه من أخطار الحريق، وأثر الإشعاع الكوني على الركاب في حالة الطائرات الأسرع من الصوت.
وأكد التقرير أن هناك أخطار أخطاء الأشخاص، وهي مجموعة الأخطار التي ترجع لخطأ شخصي وقد يكون أحد مسبباته، أخطار الطيار مثل السهو بإنزال العجلات أثناء الهبوط / أو تعدي مكان الهبوط، أخطار السهو لأحد أفراد طاقم الطائرة مثل التنبيه بربط الأحزمة، ومحاولات الخطف أو الخطف الفعلي، وإصابة أحد أفراد طاقم الطائرة أو أكثر بأمراض مفاجئة أثناء العمل.
وأكد التقرير أنه في الربع الأول من عام 2002، أبلغ أحد الوسطاء البارزين في السوق عن ارتفاع في متوسط أقساط التأمين يصل إلى 46٪ في التجديدات التي تمت بعد 11 سبتمبر وتوقع أن تتراوح أقساط الطيران بين 4-5 مليارات دولار أمريكي لعام 2002، مشيرا إلى أنه لم تستمر أقساط التأمين المرتفعة التي تم الإبلاغ عنها في أعقاب صدمة 11 سبتمبر لفترة طويلة حيث حققت أقساط تأمين الطيران في عام 2003 حوالي 3.6 مليار دولار أمريكي، لافتا إلى ا أنه بعد عام 2017 والذي يعتبر عاما كارثيا لصناعة التأمين وإعادة التأمين، نتيجة لحدوث ثلاثة أحداث كبري من الكوارث المناخية (أعاصير هارفي وإيرما وماريا) . اعتبرت تأمينات الطيران من ضمن خطوط التأمين غير المربحة وقد أظهرت نتائج اللويدز لفرع تأمينات الطيران خلال السنوات 2014 إلى 2018 أن السوق (كمتوسط) قد خسر الكثير من الأموال خلال هذه السنوات، واختتم السوق عام 2018 بأقساط تأمين طيران بقيمة 1.3 مليار دولار أمريكي على الرغم من زيادة الأسطول العالمي وقيمته وأعداد الركاب.
هذا وقد شهد سوق تأمين الطيران في هذه الفترة بعض التغييرات خاصه فيما يتعلق بكيفية قيام شركات التأمين بعملية التسعير نتيجة لارتفاع معدلات الخطر وفى خلال عام 2018 وحتى عام 2019 تم إغلاق العديد من شركات التأمين التي كانت تقوم بنشاط الاكتتاب في أعمال الطيران بسبب نتائج اعمالها.