المعارض الخارجية طوق النجاة للشركات العقارية في ظل استمرار الأزمة الداخلية
وأعلنت شركات عزمها البحث عن معارض خارجية خلال الفترة الحالية، لمحاولة اكتساب ثقة العملاء بالخارج والتأكيد علي استمرار حركة العمل والإنجاز بالمشروعات، إضافة إلي جس نبض السوق الخارجية.
واستبعدت الشركات إمكانية لجوء فئة من العملاء إلي البحث عن أسواق خارجية وفرص عقارية، نظرًا للتوقعات المتفائلة بعودة الاستقرار سريعًا إلي السوق، ورغبة شريحة كبيرة من العملاء في الاحتفاظ بالسيولة النقدية وعدم الارتباط بأي التزامات جديدة.
بداية قال المهندس عبدالغني الجمال، رئيس مجلس إدارة شركات رؤية الجمال للاستثمار العقاري والسياحي، إن الشركات العقارية واجهت أزمات خلال الموسم الصيفي الحالي بداية من الإعلان عن ثورة 30 يونيو وتداعياتها، ودخول شهر رمضان، ثم أحداث العنف والشغب الناتجة عن فض الاعتصامات في الأسابيع الأخيرة، مما ساهم في تأجيل الرغبات الشرائية للعملاء وعدم تفعيل التعاقدات وتراجع نسب السداد علي الوحدات المبيعة، ومن ثم إصابة القطاع بجمود استثنائي خلال الموسم الحالي والاضرار بالشركات التي عقدت آمالها علي فترة الصيف لتحقيق أرباح والانتهاء من تسويق المراحل القائمة من المشروعات.
ولفت إلي تأجيل الشركة تسويق مراحل جديدة من مشروعاتها السياحية باعتبارها الأكثر تأثرًا بالأوضاع السياسية والأمنية مقارنة بالمشروعات السكنية.
وأشار الجمال إلي تأثير الأوضاع السياسية والأمنية الأخيرة والتي بدأت مع الموسم الصيفي، علي طلب شريحة العاملين بالخارج علي الوحدات العقارية والإطاحة بتوقعات الشركات في عودة هذه الشريحة خلال الموسم الحالي، مع تراجعها نسبيًا منذ اندلاع ثورة يناير، لكن عودة الاضطرابات ساهمت في اختفاء الطلب وعدم تحقيق الأرباح المنشودة من الشركات، إضافة إلي تأجيل العديد من المعارض الداخلية والخارجية، مما أثر بالسلب علي معدلات التسويق.
ولفت إلي عزم الشركة بحث فرص المشاركة في معارض بعدة دول عربية خلال الشهر المقبل لجس نبض السوق والتعرف علي مدي جاذبية الشراء خلال الفترة الحالية وإقناع العملاء بتفعيل الرغبات الشرائية من خلال تقديم تسهيلات في أساليب السداد وعروض أسعار خاصة بالمعارض، مشيرًا إلي لجوء الشركة لتأجيل العروض الصيفية خلال الفترة الحالية، نظرًا للأوضاع السياسية وضعف القوي الشرائية الحقيقية.
وأكد صعوبة لجوء فئة من شريحة العاملين بالخارج إلي البحث عن أسواق بديلة وفرص استثمارية، نظرًا لانخفاض أسعار الوحدات العقارية في السوق المصرية، مقارنة بالدول الخليجية، ومن ثم فإن عودة الاستقرار السياسي والأمني ستساهم في عودة الطلب من شريحة العاملين بالخارج، لافتًا إلي تركيزها غالبًا علي المشروعات الساحلية و«السكند هوم».
وأضاف الجمال أن الأوضاع السياسية المتلاحقة منذ اندلاع ثورة يناير ، ساهمت في زيادة خبرة الشركات المتوسطة والكبري من حيث إدارة الأزمات والتعامل مع التغيرات والاضطرابات وتأجيل البدء في مراحل جديدة، وسرعة الانتهاء من الوحدات المبيعة لتسليمها إلي العملاء قبيل المواعيد المحددة، لضمان الحفاظ علي مصداقية الشركات وإثبات وجودها في القطاع، وبث الثقة بين العملاء في قوة السوق واستمرار جدية الشركات.
من جانبه قال إبراهيم الحناوي، خبير التسويق العقاري، رئيس شركة إيدار أملاك للتسويق العقاري، إن الأوضاع الحالية ساهمت في إصابة القطاع بالشلل التام وإحجام العملاء عن الشراء أو السداد، والتأثير علي حركة العمل والتسويق للمشروعات داخليًا وخارجيًا، إضافة إلي صعوبة لجوء شريحة العاملين بالخارج لتفعيل أي رغبات شرائية خلال الموسم الحالي، في ظل حالة عدم الاستقرار، لافتًا إلي رهان الشركات علي تلك الشريحة منذ بداية الموسم، ما أدي إلي إحباط الشركات وعدم تحقيق المبيعات المتوقعة.
ولفت إلي صعوبة لجوء رؤوس الأموال المحلية والراغبة في البحث عن مخزن آمن للقيمة للبحث عن فرص استثمارية عقارية في دول خارجية خلال الفترة الحالية، مع ترقب استقرار السوق والتوقعات المتفائلة بإمكانية حدوث طفرة في الأسعار والطلب علي الوحدات العقارية علي الأجل الطويل، إضافة إلي تحرك رؤوس الأموال خلال عامي الثورة إلي دول أوروبية مثل قبرص واليونان وتركيا، ومن ثم رغبة شريحة كبري حاليًا في شراء وحدات عقارية بالسوق المحلية مع التغيرات السعرية المتزايدة خلال العامين الأخيرين، وعدم تشبع القطاع من المشروعات العقارية.
وأشار الحناوي إلي ارتباط الأوضاع السياسية غير المستقرة برغبة العملاء في الاحتفاظ بالسيولة النقدية وعدم الارتباط بأي التزامات خلال الفترة الحالية لحين وضوح الرؤي وإنهاء حالة القلق والطوارئ.
وفي سياق متصل أكد المهدي محمد المهدي، رئيس مجلس إدارة »مايكرو كاسيل« للاستثمار العقاري والسياحي، أن شريحة العاملين بالخارج بمثابة طوق النجاة للشركات العقارية خلال الموسم الصيفي، خاصة المالكة لمشروعات ساحلية أو وحدات منتهية لم يتم تسويقها، وأدت الأوضاع السياسية الأخيرة إلي حرمان السوق من تلك الشريحة وإصابة القطاع بالشلل التام.
وأشار المهدي إلي إلغاء عدد من المعارض الخارجية خلال العام الحالي وأواخر العام الماضي، مما ساهم في ضعف الإقبال الخارجي علي المشروعات العقارية وتراجع التسويق، مشيرًا إلي نية الشركة البحث عن معارض خارجية قبل انتهاء الموسم، لمحاولة تسويق الوحدات المنتهية من المشروعات وتقديم عروض وتسهيلات لاستقطاب العملاء.
وأكد دور المعارض الخارجية في إقناع العملاء باستمرار العمل في المشروعات، وقدرة الشركات علي الإنجاز والوفاء بالتزاماتها تجاه العملاء، علي الرغم من الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
ولفت إلي تركيز الشركات خلال الفترة الحالية علي الانتهاء من المشروعات وتوفير مخزون من الوحدات الجاهزة لاستقطاب ثقة العملاء، مع زيادة الطلب علي وحدات التسليم الفوري خلال الفترة الحالية.