رحيل نظام البشير عن السودان بعد سنوات من الجوع والفقر
الجيش السودانى: الشعب عبر عن مصاعبه الاقتصادية بتظاهرات سلمية
«مصر للطيران» تحظر رحلاتها الجوية إلى السودان.. وغموض صفقات اللحوم
الخارجية: مصر شعباً وحكومة ستظل سنداً ودعماً للأشقاء في السودان
عبرت القوات المسلحة السودانية عن نبض رجل الشارع السودانى ومعاناته
وأزماته الاقتصادية بالإنحياز للشعب وحماية ثورته السلمية التى طالبت
بالتغيير السلمى للسلطة .
كانت القوات المسلحة السودانية قد أصدرت البيان الأول الحاسم بشأن
الأحداث الأخيرة التى شهدها السودان، مؤكدًا أن الشعب عبر مصاعبه
الاقتصادية ومطالبه بتظاهرات سلمية، والنظام واصل إصدار الوعود الكاذبة
لمطالب الشعب السودانى المحقة.
وأن القوات المسلحة تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجرى بمؤسسات الحكم
بالدولة، من سوء الإدارة، وفساد فى النظم، وغياب عـــــدلى فى
المعـــاملات، وانسداد للأفق أمــــام كــل الشعب، خاصةً الشباب، فـزاد
الفقـير فقـرا، وزاد الغنى ثراءًا، وانعـدم حتى الأمل فى تسـاوى الفرص
لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة وعاش أفراد تلك المنظومة الأمنية
ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها
بلادنا ، ورغم تلك المعاناة والظلم البائن والوعود الكاذبة فقد كان صبر
أهل السودان فوق تحمل البشر ، إلا أن هذا الشعب كـــان مسامحاً وكريماً
ورغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول ، فقد تخطي شعبنا تلك المراحل بمهارة
وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرذم والفوضى والانزلاق إلي المجهول إلا أن
شبابه خرج فى تظاهر سلمي عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر2018 حتى الآن،
حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والاحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية،
وذلك لم ينبه النظام بل ظل يردد الاعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر
علي المعالجة الأمنية دون غيرها، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاماً
عليها أن تعتذر عن ما وقع من خسائر في الأنفس فتترحم علي الشهداء وتتمني
الشفاء للجرحي والمصابين سواء من المواطنين أو الأجهزة الأمنية، إلا أن
كل منسوبي تلك المنظومة الأمنية حرصت كل الحرص علي إدارة الأزمة بمهنية
وكفاءة وإحترافية رغم بعض السقطات.
جاء بالبيان أيضا .. لقد تابعتم ومنذ السادس من أبريل 2019 ما جري ويجري
بالقرب وحول القيادة العامة للقوات المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ
في مؤسسة عــــريقة نبهت به اللجنة الأمنيـة العليـــــا رئاسة الدولة،
وحذرت مـــــن خطورته وظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتي اصطدمت
بعناد وإصـــــرار علي الحلول الأمنية، رغم قناعة الكــــــل بتعذر ذلك
واستحالته وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها
وحدودها ونتائجها إلا الله، فقررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة
ومكوناتها الأخرى تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام ، وتحملت المسئولية
الكاملة بتغيير كل النظام لفترة انتقالية لمدة عامين، تتولي فيها القوات
المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة مسئولية إدارة
الدولة والحفاظ علي الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم، وعليه
أعلن أنا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا اقتلاع ذلك النظام
والتحفظ علي رأسه بعد اعتقاله فى مكان آمن .
وأعلن البيان عدة قرارات مهمة من بينها: تشكيل مجلس عسكرى انتقالي يتولى
إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان، وتعطيل العمل بدستور
جمهورية السودان الإنتقالي لسنة 2005، مع إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة
أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلي الرابعة صباحاً
.
وكذا إغلاق الأجواء لمدة أربع وعشرين ساعة والمداخل والمعابر في كل أنحاء
السودان لحين إشعار آخر .
والالتزام بكل المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات بكل مسمياتها المحلية
والإقليمية والدولية .
ومع إيمان مصر الكامل بضرورة الحفاظ على وحدة الشعب السودانى الشقيق حتى
يجتاز هذه المرحلة الخطيرة من عمر دولته، فإن كل دول الجوار تدرس الآن
تداعيات رحيل نظام البشير ومصير التعاون السياسى والاقتصادى مع الدولة
السودانية ، وما يهمنا فى هذا المقام ضرورة التيقظ على الحدود المصرية
السودانية لمنع تسلل أى جماعات إرهابية إلى مصر مستغلة حالة الانفلات
الأمنى فى السودان وهو ما يمكن أن يهدد أمن مصر واستقراره ونحن على ثقة
من أن القوات المسلحة المصرية متيقظة تماما لهذا الأمر وتفرض حمايتها
الكاملة على حدودنا الجنوبية ليس الآن ولكن منذ فترة طويلة .
أيضا ما يهمنا على الجانب الاقتصادى الاتفاقيات التجارية مع الخرطوم
ومنها بالطبع شحنات الأغذية واللحوم التى تستوردها مصر من السودان لا
سيما ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك مع وجود تعاقدات بملايين
الدولارات لشحنات لحوم سودانية قد يتم تعطيل وصولها إلى مصر بسبب الظروف
التى يمر بها السودان ورحيل نظام البشير.
وعلى صعيد متصل أعلن البرلمان الإفريقى، برئاسة روجيه داندونج، أنه
يتابع متابعة دقيقة وعن كثب وببالغ الاهتمام التطورات الجارية والمتسارعة
التي يمر بها السودان الشقيق في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث.
وقال النائب مصطفى الجندى رئيس التجمع البرلمانى لدول شمال إفريقيا
والمستشار السياسي لرئيس البرلمان الإفريقى: «إننا دائما داخل البرلمان
الإفريقى نحرص كل الحرص على دعم اختيارات جميع الشعوب الإفريقية فى تحديد
مصيرها، وفي هذا الإطار يؤكد البرلمان الإفريقى ، دعمه التام والمطلق
والكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق وإرادته الحرة في صياغة مستقبل
بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة الهامة، استناداً
إلي موقف البرلمان الإفريقى الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان
وقراره الوطني النابع من إرادته والذى فيه الحرص الحقيقى والكامل من
الشعب السوداني على وحدة وسلامة السودان».
وأضاف النائب مصطفى الجندى، أن البرلمان الإفريقى يثق ثقة كاملة في قدرة
الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي علي تجاوز تلك المرحلة الحاسمة
وتحدياتها بما يحقق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو الاستقرار
والرخاء والتنمية والخروج من الأزمة الراهنة داخل السودان، مطالبا من
المجتمع الدولي دعم خيارات الشعب السوداني، وما سيتم التوافق عليه في هذه
المرحلة التاريخية الحاسمة والفارقة فى تاريخ السودان.
وتابع النائب مصطفى الجندى، أن البرلمان الإفريقى يطالب جميع الدول
الإفريقية مساندة السودان ومساعدته على تحقيق الانتقال السلمي للسلطة
والسير قدما نحو مستقبل أفضل بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه الكريم،
مؤكدا ثقته الكاملة فى مساندة جميع الدول والشعوب الإفريقية للشعب
السوداني الشقيق حتى يمر السودان بهذه المرحلة الحاسمة ويتجاوز جميع
المشكلات والمخاطر التى تواجه السودان.
وحيا النائب مصطفى الجندى الشعب السوداني الشقيق فى التعبير عن مطالبه
بالطرق المشروعة واللجوء الى قواته المسلحة، مشيدا بانحياز القوات
المسلحة السودانية لإرادة الشعب السوداني.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أكدت فيه : «تتابع مصر عن كثب
وببالغ الاهتمام التطورات الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان
الشقيق في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث، وتؤكد في هذا الإطار دعم
مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق وإرادته الحرة في صياغة مستقبل
بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة الهامة، استناداً
إلي موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان وقراره الوطني».
وأضافت وزارة الخارجية ، أن مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في قدرة الشعب
السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي علي تجاوز تلك المرحلة الحاسمة
وتحدياتها بما يحقق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو الاستقرار
والرخاء والتنمية، كما تؤكد مصر عزمها الثابت علي الحفاظ على الروابط
الراسخة بين شعبي وادي النيل في ظل وحدة المسار والمصير التي تجمع
الشعبين الشقيقين وبما يحقق مصالح الدولتين الشقيقتين.
ودعت مصر المجتمع الدولي إلي دعم خيارات الشعب السوداني وما سيتم التوافق
عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، كما تناشد الدول الشقيقة
والصديقة مساندة السودان ومساعدته على تحقيق الانتقال السلمي نحو مستقبل
أفضل بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه الكريم.
وأضاف البيان «ستظل مصر شعباً وحكومة سنداً ودعماً للأشقاء في السودان
وصولاً إلي تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني من استقرار ورخاء.»
كانت سلطة الطيران المدنى المصرى، قد أخطرت جميع شركات الطيران المصرية ،
بحظر تشغيل الرحلات إلى المطارات السودانية ، إلا بعد عمل إجراءات
تحليل المخاطر لضمان سلامة التشغيل وإرسالها إلى السلطة للحصول على
الموافقة قبل التشغيل ، وذلك لضمان أعلى معدلات الأمن والسلامة الجوية
والتأكد من الإجراءات الأمنية بسبب الظروف الحالية التى تشهدها دولة
السودان.
من جانبها قامت شركة مصر للطيران بوقف رحلاتها المتجهة إلي الخرطوم بدءا
من الخميس الماضى، وحتى إشعار آخر ، وذلك إثر قيام السلطات السودانية
بإغلاق المجال الجوي السوداني أمام حركة الملاحة الجوية .