علاقة مصادر الطاقة بحياة الإنسان .. دراسة للمحاسب القانونى محمد وهبة (4)
تعتبر الموارد الطبيعية من أهم مصادر الطاقة حيث ارتبطت ارتباطا وثيقا بالحضارة البشرية ، فالطاقة المحركة التي تنوعت مصادرها وتطورت تقنيات استخراجها واستعمالها فكانت سببا في حدوث تحولات اقتصادية كبرى في العالم فبعدما استعمل الإنسان في البداية القوة البشرية والحيوانية كقوة دافعة اهتدى في مرحلة ثانية على استخدام قوى الطبيعة من مياه ورياح لهذا الغرض ومنذ اكتشاف النار استعمل الإنسان الكتلة الإحيائية كطاقة حرارية أي كوقود ولم يتمكن من توليد الطاقة المحركة إلا في بداية العهد الصناعي بعد اكتشاف طريقة التفحيم (سنة 1735) واكتشاف الآلة البخارية (سنة 1769).
كما أنه لم يستفد من البترول كقوة محركة ذات الدفع الميكانيكي إلا (بعد اختراع آلة الاحتراق الداخلي) ثم اهتدى لاستغلال المياه في توليد الطاقة الكهربائية واكتشف أنواعا أخرى من الطاقة الشمسية والنووية ، لذا فإن استعمال مصادر الطاقة بمختلف أنواعها لها علاقة وطيدة بحياة الإنسان فبالإضافة إلى كونها تعتبر غذاءً ضروريا للإنتاج الصناعي فهي أساسية في قطاع المواصلات وفي الأغراض المنزلية ويعني هذا بأن الحياة العصرية تقوم كليا على مصادر الطاقة التي أصبحت تشكل رهانا اقتصاديا سياسيا وبيئيا ، ويستخدم كل شكل من أشكال الطاقة في مجال مختلف كما يمكن تحويل بعضها لإنتاج طاقات أخرى.
وتنقسم مصادر الطاقة إلى:-
المصادر المعدنية : عبارة عن موارد توجد في الطبيعة إما على شكل مواد صلبة كالفحم الحجري أو مواد سائلة كالنفط ومشتقاته أو مواد غازية كالغاز الطبيعي وتعتبر حاليا المصدر الأساسي للطاقة وستظل كذلك لفترة زمنية طويلة لأن احتياطها مازال كافيا لتغطية احتياجات العالم من الطاقة ولأن تكاليف إنتاجها مازالت منخفضة إلا أنها تعتبر مصادر طاقة غير متجددة يمكن أن يؤدي استعمالها المكثف الى نفادها وانقراضها لذلك يتطلب هذا النوع من الطاقة التفكير في البحث عن طاقة بديلة.
المصادر غير المعدنية : فهي مصادر نتيجة عن قوى الطبيعة (الرياح المياه أشعة الشمس) أصبحت توفر طاقة دافعة ومحركة بعدما أخضعها الإنسان لاحتياجاته وهي مصادر غير فانية تتمثل أساسا في الطاقة الشمسية والطاقة الرياحية والمائية. وتتميز هذه الطاقات المتجددة بانتشارها في جميع أنحاء المعمور بضعف تأثيراتها السلبية على البيئة وخضوعها لموسمية التزويد.
التنمية الاجتماعية
التنمية الاجتماعية هي تطور البشر في علاقاتهم المشتركة وهذا ما يسمى بالتوافق في العلاقات الاجتماعية ، فتغير البناء الاجتماعي لايعنى شيئا بالنسبة له ما لم يحدث تغييرا في طبيعة العلاقات الاجتماعية، ولهذا ننظر إلى التنمية الاجتماعية على أنها تنمية علاقات الإنسان المتبادلة.
وهناك أربعة معايير تستند إليها التنمية العالية والتي يعنى بها التنمية المتواصلة الشاملة، ومن أجل تقدم المجتمع يجب توافر هذه المعايير الأربعة وألا فستكون التنمية منقوصة غير كاملة لو تخلف أحد هذه الشروط وهذه المعايير هي:
1 - الحجم (السكان)
2 - الكفاية
3 - الحرية
4 - المشاركة
ويعتبر الإنسان من أهم مصادر الموارد البشرية إلا أنه عنصر يعمر الأرض بشكل متفاوت ذلك لأنه يوجد بكثرة في بعض المناطق الملائمة للاستقرار البشري ويكاد يكون منعدما في مناطق أخرى نظرا لقسوة الظروف البيئية وتهتم الدراسات الاقتصادية بدراسة الموارد البشرية لما لها من ارتباط وثيق بالموارد الطبيعية.
إن دراسة الموارد البشرية أصبح ينظر لها كفرع للدراسة يشكل دعامة أساسية لعلم الاقتصاد بحيث إن الإنتاج الاقتصادي يعتمد على الموارد البشرية ويعتبر السكان مصدرا لعنصري العمل والتنظيم، كما أن دراسة الموارد البشرية في إطار الجغرافية الاقتصادية يهتم بحجم القوى البشرية المتاحة أي ينظر إليها في الأول من زاوية الكمية ليتم التركيز بعد ذلك على أشكال توزيعها (محليا، إقليميا، وطنيا) دون إغفال الجانب الديناميكي للمسألة السكانية بمعنى الوقوف عند ميكانيزماتها الأساسية (الولادات، الوفيات، الهجرة) وما ينجم من ذلك من انعكاسات طبقية كظاهرة التمدين والفوارق الطبقية.
لذا تعتبر الموارد البشرية من الموارد الاقتصادية الأساسية وتغيبها يعد تجاهلا لدعائم العمل الإنتاجي الذي لا يمكن أن يكون موجود خارج قاعدة العرض والطلب هذه القاعدة التي هي نتاج لمدى فعالية القوى البشرية ويبقى الأجدر بالفاعلية للاقتصادية هو العمل على الصيانة والمحافظة على الثروات البشرية كباقي الثروات الاقتصادية الأخرى القابلة للتجدد إذ ما توفرت الشروط الموضوعية لذلك.
إن الصناعة “ الموارد المصنعة “ هي نتاج تفاعل الإنسان مع الطبيعة وتعرف اساساً برأس المال المادي ويضم رأس المال المادي مكونات عديدة مثل الموارد الطبيعية المستخرجة من الأرض بعد معالجتها صناعياً وتحويلها إلى معدات وآلات إنتاجية (كالحديد والألومنيوم) وجميع التجهيزات الأساسية من مبان وخلافه والتي تسبق النشاط الصناعي كذلك فالمنتجات الزراعية التي تدخل كمواد أولية في بعض الصناعات (كالقمح والقطن والصوف) هي شكل من أشكال رأس المال المادي.
والموارد المصنعة لا تنصب فقط على رأس المال المادي بأشكاله المختلفة بل تندرج أيضا إلى نوع آخر من رأس المال يطلق عليه البعض (رأس المال الاجتماعي) أو ما يعرف باسم (البنية الاقتصادية الأساسية) والذي يتمثل في مجموعة الطرق والانشاءات والجسور وخطوط السكك الحديدية وبعض المجاري والمحطات المائية التي استحدثها الإنسان مثل قناة السويس وقناة بنما وبحيرة ناصر ونفق أحمد حمدي الذي يمر من تحت قناة السويس رابطاً صحراء سيناء بمصر الأم.
ويمثل رأس المال الاجتماعي ضرورة اساسية لمزاولة النشاط الصناعي لما له من أهمية قصوى فيما يتعلق بربط المواطن والمواد الأولية بأماكن الإنتاج ومن ثم أماكن الاستهلاك.
وحديثاً فإن هناك بعداً جديداً يضاف إلى تعريف رأس المال وهو مستوى (المعرفة التقنية) لما لذلك من آثار مباشرة وملموسة على مستوى الإنتاج خصوصاً مع استمرار التقدم والتغير التقني وهناك شكل آخر من أشكال الموارد المصنعة زادت أهميته النسبية في الآونة الأخيرة - ولا تزال - وهو ما يمكن أن نسميه بالمعالم الأثرية ، ويمكن أن نعتبر المعالم الأثرية أحد مكونات رأس المال المادي حيث أنها تساهم في خلق وتنشيط صناعة جديدة هي صناعة السياحة وهذه الصناعة لها العديد من الآثار المباشرة وغير المباشرة على مستوى العمالة والانتاج والدخل في المجتمعات التي لا توجد بها.
ومن ناحية التوزيع الجغرافي فإن الموارد المصنعة بعضها موجود في أماكن عديدة مثل المنتجات الزراعية التي تدخل كمواد أولية في بعض الصناعات كالقمح والقطن والصوف وبعضها يوجد في أماكن محدودة كالحديد والألمونيوم والمعالم الأثرية.
أما من حيث القدرة على التجدد فإن بعض الموارد المصنعة يمكن أن يستمر الإنسان في الحفاظ عليها مثل رأس المال الاجتماعي والمعالم الأثرية بينما بعض الموارد المصنعة يعتبر من قبيل الموارد الفانية مثل المنتجات الزراعية الأولية أو الموارد الطبيعية المعالجة صناعياً.
عناصر التنمية الاجتماعية
التغير الهيكلي: والذي يستلزم ظهور أدوار وتنظيمات اجتماعية جديدة تختلف اختلافا نوعياً عن الأدوار والتنظيمات القائمة في المجتمع، ويقتضي هذا النوع من التغير حدوث تحول كبير في الظواهر والنظم والعلاقات السائدة في المجتمع.
الدفعة القوية : ويمكن أن تحدث الدفعة القوية في المجال الاجتماعي بإحداث تغيرات تقلل التفاوت في الثروات والدخول بين المواطنين وبتوزيع الخدمات توزيعاً عادلاً بين الأفراد وبجعل التعليم إلزامياً ومجانياً قدر الإمكان وبتأمين العلاج والتوسع في مشروعات الإسكان إلى غير ذلك من مشروعات وبرامج تتعلق بالخدمات.
الاستراتيجة الملائمة : ويقصد بها الإطار العام والخطوط العريضة التي ترسمها السياسة التنموية في الانتقال من حالة التخلف إلى حالة النمو الذاتي وتختلف الاستراتيجية عن التكتيك الذي يعني الاستخدام الصحيح للوسائل المتاحة لتحقيق الهدف.
ولكي يتم استخدام هذه الوسائل استخداما صحيحاً لابد وأن تكون هذه الوسائل موزعة وفقاً لخطة حسنة الإعداد من شأنها أن تمكن واضع التكتيك من أن يستغل جميع الأدوات التي تحت تصرفه استغلالاً كاملاً ، مع الأخذ في الاعتبار أن الدولة تلعب دوراً فعالاً في عملية التنمية الشاملة.