أقام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأعقب ذلك توجه الرئيسان لحلبة سباق السيارات فى مدينة سوتشى حيث تفقدا مجموعة من أحدث سيارات شركةAURUS .
وكان الرئيس السيسى عقد اليوم مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي، وذلك فى ختام زيارة السيد الرئيس لروسيا والتى استمرت لمدة ثلاثة أيام.
وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسى والرئيس بوتين عقدا جلسة مباحثات، حيث استهلها الرئيس الروسى بالترحيب بالرئيس فى روسيا صديقاً عزيزاً، معرباً عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعباً، ومشيداً بالعلاقات المتميزة التى تربط بين مصر وروسيا، ومؤكداً حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتجديد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال توقيع الرئيسين على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، خاصة وأنه يتزامن مع احتفال البلدين الصديقين باليوبيل الماسى لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما التى أقيمت عام 1943، كما أعرب الرئيس الروسى عن تقدير بلاده لدور مصر فى الشرق الأوسط كركيزة للاستقرار والأمن والسلام.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس وجه الشكر للرئيس الروسى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيراً إلى المباحثات المثمرة التى أجراها سيادته خلال اليومين الماضيين مع كبار المسئولين الروس وكذا زيارة المجلس الفيدرالى الروسى وإلقاء كلمة أمامه، مما يعكس خصوصية العلاقات المصرية الروسية ومدى تميزها.
وأشاد الرئيس السيسى بالانطلاقة القوية التى شهدتها العلاقات بين البلدين على مدار الأربعة أعوام الماضية، معرباً عن اهتمام مصر بتطويرها وتنميتها فى كافة المجالات، ومشيراً فى هذا الصدد إلى أن توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين يعد تتويجاً لمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وتقنيناً للتعاون القائم بين مصر وشركائها الدوليين.
وأضاف "راضى" أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيسان بتنامى حجم التبادل التجارى بين البلدين ووصوله حوالى 7 مليارات دولار لأول مرة.
كما أعرب الرئيسان عن رضاهما عن مستوى تقدم خطوات إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء باعتبارها أحد أهم الإنجازات فى تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشادا كذلك بتوقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد فى مايو الماضي، والتى تمثل نقلة حقيقية فى العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية تتيح توطين الصناعة، موجهين الجهات المعنية فى البلدين للعمل على سرعة تنفيذ هذا المشروع الواعد.
وأشار الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيداً بمستوى التعاون بين البلدين فى هذا الصدد، ومعرباً عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقى المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى فى أسرع وقت.
وعلى صعيد التعاون الثقافى بين البلدين، اتفق الرئيسان على إعلان عام 2020عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا، بحيث يشهد العديد من المناسبات الاحتفالية التى تعكس التواصل الثقافى والحضارى والفنى بين البلدين والشعبين الصديقين. كما تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية فى ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقى لعام 2019.
وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تطرقت إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات النظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية فى سوريا، ومواصلة العمل على القضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ على وحدة الأراضى السورية ويلبى التطلعات المشروعة للشعب السورى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية. وقد أشاد الرئيس الروسى فى هذا الصدد بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط .
وتطرقت المباحثات بين الرئيسين كذلك إلى تطورات الأوضاع فى ليبيا، حيث أوضح الرئيس السيسى لنظيره الروسى رؤية مصر للحل السياسى فى ليبيا وجهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها على نحو فعال، وأكد السيد الرئيس أن الاشتباكات الأخيرة فى طرابلس أوضحت خطورة الاعتماد على الميليشيات فى توفير الأمن، الذى يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، مؤكداً أهمية التزام المجتمع الدولى بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممى "غسان سلامة" للحل فى ليبيا بجميع عناصرها.
وتوافقت وجة نظر البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث تم تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولى ومبادرة السلام العربية.
وتم خلال المباحثات أيضاً مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، فى ضوء ما يمثله من خطر كبير على المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس السيسى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى لحصار ظاهرة الإرهاب على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضاً سيادته نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 والنجاحات الكبيرة التى حققتها فى مكافحة الإرهاب.
وفى ختام المباحثات، وقعزالرئيسان بعلى اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيرى خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتى الخارجية فى البلدين، وتلى ذلك المؤتمر الصحفى المشترك بين الرئيسين.