رئيس غرفة التجارة الكندية في حواره لـ ”الأموال” ضعف الحكومة يعرقل جذب الاستثمارات الأجنبية
تهريب الذهب المصرى لكندا شائعة
لابد من إجراءات حكومية جديدة لحماية الفقراء من تداعيات تعويم الجنيه
قال الدكتور فايز عز الدين رئيس غرفة التجارة الكندية فى مصر إن الاستثمارات الكندية فى مصر تشهد معدل نمو مرتفعا خلال الفترة الحالية موضحا انها بلغت حوالى 10 مليارات دولار خلال العام الحالى وتوقع أن تزيد بنسبة 50% خلال العامين القادمين.
أضاف عز الدين في حوار مع »الأموال« أن حجم التبادل التجارى بين مصر وكندا مستقر عند معدلاته فى عام 2016 مسجلا 1,1 مليار دولار منها 773 مليون دولار صادرات الذهب المصرى الى كندا لتنقيته فى معمل تنقية الذهب الكندى المعتمد عالميا .
انتقد رئيس غرفة التجارة الكندية تنفيذ قرارات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرا بشكل غير صحيح مشيرا إلى أن انتشار الفساد والروتين وغياب سياسة مستقرة داخل الوزارات المصرية يفسد مناخ الاستثمار فى مصر.
أكد عز الدين أن مصر من أهم الدول الجاذبة للاستثمار فى منطقة الشرق الاوسط بموقعها المتميز وثروتها البشرية والاتفاقيات الاقتصادية التى تربطها بدول أوروبا وافريقيا بالإضافة إلى الدول العربية والإسلامية لافتا لوجود منافسة شرسة من دول آسيا لجذب الاستثمارات الأجنبية مثل الهند والصين سنغافورة وماليزيا والسعودية وقطر.
وإلى تفاصيل الحوار:
> يعول الاقتصاد المصرى على الاستثمار الاجنبى وأصبح من أهم عوامل نمو الاقتصاد فما هو حجم الاستثمارات الكندية فى مصر؟
- بلغت حوالى 10 مليارات دولار منها 3,7 مليار دولار شركات كندية قائمة بالفعل وتعمل فى مصر منذ فترة طويلة وعددها تجاوز 300 شركة تعمل فى مجال البتروكيماويات والأسمدة والتعدين والبترول والغاز الطبيعى وتكنولوجيا المعلومات بالاضافة الى 4 مليار دولار تضخ من قبل إحدى شركات الطاقة الكندية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى مصروحوالى 2,3 مليار دولار تضخها الشركة الكندية التى ستنفذ الخط السادس لمترو الأنفاق وأتوقع زيادة الاستثمارات الكندية بنسبة 50% خلال الفترة القادمة فى مشروعات الادوية وتحلية المياه والبنية التحتية والاتصالات فى العاصمة الإدارية الجديدة.
> ما المشاكل التى تواجه الاستثمار فى مصر ؟
- تأخر تطبيق قانون الاستثمار على أرض الواقع لتقييمه ومعرفة قدرته على حل المشاكل التى تواجه المستثمرين بالإضافة إلى البيروقراطية والفساد وغياب رؤية واضحة ومستقرة للسياسات المالية والنقدية للحكومة المصرية فسياسة كل وزارة تتغير مع تغيير الوزير مما يجعل بيئة العمل غير واضحة وغير مستقرة وهذا يقلق المستثمريين وينفرهم من الدخول للسوق المصرى بالرغم من الميزات الكثيرة التى تتمتع بها مصر وتعد من اهم الدول الجاذبة للاستثمار بينما تشتعل المنطقة من حولنا بالحروب والدمار .
فجاذبية مصر للاستثمار الأجنبى تعرقلها أداء الحكومة الضعيف وعدم استقرار سياساتها الاقتصادية فكل وزير يأتى ينسف ما حققه الوزير السابق له والمستثمر يرغب فى التعامل مع سياسة مؤسسية مستقرة وليست أفراد تتغير باستمرار مما يعطل مشاريعهم ومصالحهم فلابد من وضع رؤية شاملة تسير عليها الحكومة حتى لو تم تغيرها عدة مرات .
> ما الدور الذى تقوم به الغرفة فى جذب المزيد من الاستثمارات الكندية لمصر؟
نحاول التسويق لمصر لجذب الشركات الكندية لعمل بها فى ظل وجود منافسة كبيرة من دول أخرى جاذبة للاستثمار مثل الهند والصين وسنغافورة وماليزيا وقطر والسعودية.
فمؤخرا قامت شركة أدوية كندية بالاستحواذ على شركة ادوية مصرية بقيمة 780 مليون دولار من أجل التصدير إلى أفريقيا فتنتج فى مصر بتكلفة أقل من الإنتاج فى كندا وتصدر لافريقيا بتكلفة اقل من التصدير من كندا لنفس المنتج ونفس الجودة بعد الاستفادة من الإعفاءات الجمركية بين مصر وافريقيا من خلال اتفاقيات الكوميسا وتوفير تكلفة الايدى العاملة فهى فى مصر ارخص من كندا ووفر فى الشحن بعد تقريب المسافة بشكل كبير.
> كم بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وكندا نهاية عام 2017 ؟ وهل حدث تغيير بالمقارنة بعام 2016؟
- حوالى 1,1 مليار دولار ولم يحدث تغيير فىحجم التبادل التجارى بينهما مستقر عند معدلاته على مدار العامين الماضيين ويستحوذ الذهب المصرى المصدر لكندا على النسبة الاكبر فى الميزان التجارى بين البلدين فمنجم السكرى المصرى يصدر بحوالى773 مليون دولار ذهبا لكندا حيث يتم تنقيته هناك ليصبح خاليًا من الشوائب بنسبة 99,9 باستخدام تكنولوجيا عالية بالمعامل الكندية الخاصة بتنقية الذهب واعتماده هناك قبل عرضه للبيع فى السوق العالمية وتوجد بورصة خاصة بالمعادن فى كندا.
وللأسف توجد بعض الشائعات حول تهريب الذهب المصرى لكندا وهذا غير صحيح يتم إرسال الذهب لكندا لتنقيته حيث يخرج من منجم السكرى بدرجة نقاء حوالى 96% ولا توجد لدينا ولا فى الدول المجاورة معمل تنقية بتكنولوجية عالية لتصل درجة نقاء الذهب لـ 99,9% الا فى كندا التى تقوم بتنقيته واعتماد الاعيرة الخاصة به لتسطيع بيعه فى الاسواق .
> ماذا عن محاولات الغرفة انشاء معمل لتنقية الذهب فى مصر على غرار المعمل الموجود فى كندا ؟
فعلا الغرفة تحدثت مع المعمل الكندى ووزارة البترول والتعدين المصرية حول إقامة معمل مماثل فى مصر لكن إقامته يحتاج لحجم إنتاج ضخم من الذهب ليغطى تكلفة انشاء المعمل التى تتجاوز 70 مليون دولار حتى يصبح له عائد اقتصادى يغطى تكلفة انشائه ويظل يعمل طول العام وليس شهر واحد ويتوقف وبالتالى اذا ارتفع إنتاج الذهب فى مصر خاصة بعد الـ 4 مناقصات الاخيرة الخاصة باستخراج الذهب التى أعلنتها الوزارة مؤخرا بالاضافة الى منجم السكرى سيعمل على زيادة حجم انتاج الذهب فى مصر وإذا نجحنا فى الاتفاق مع الدول المجاورة وخاصة دول افريقيا لتنقية إنتاجهم من الذهب فى مصر بعد انشاء هذا المعمل سيصبح له قيمة اقتصادية وقتها خاصة أن نقل الذهب تكلفته عالية جدا يحتاج لتامين وحراسة كبيرة وأتوقع أن يتم إنشاؤه بعد عامين او ثلاثة على الاكثر اذا توفرت له جدوى اقتصادية.
> بعيدا عن الذهب ما هى أهم الصادرات المصرية لكندا؟ وكم قيمتها ؟
- حوالى 7 ملايين دولار تتمثل فى المنسوجات والمواد الغذائية والاسمدة والقطن والملابس الجاهزة والسجاد ولكنها بكميات غير مرتفعة لذلك يستحوذ الذهب على نصيب الاسد فى الميزان التجارى بين مصر وكندا الى جانب القليل من الحاصلات الزراعية .
> لماذا صادرات الحاصلات الزراعية المصرية منخفضة جدا وباقى الصادرات غير الذهب ليست بكميات كبيرة ؟
- لبعد المسافة بين مصر وكند وارتفاع تكلفة نقل الصادرات المصرية إليها حيث يتم نقلها جوا حتى لا تفسد لذلك تفضل كندا استيراد احتياجاتها من الحاصلات الزراعية التى لا يغطيها الانتاج المحلى لديها من الدول القريبة منها مثل أمريكا أو المكسيك.. ولكن بدأنا نصدر بعض الفواكه المصرية لكندا مثل الجوافة وهى انواع غير متوفرة بكندا والدول المجاورة لها وتقبل عليها الجالية العربية التى تعيش هناك ولكن ابناء كندا لا يعرفوها ومثلا العنب المصرى لن يستطيع منافسة العنب التشيلى بكندا فسعره سيكون أرخص لقرب المسافة بين بلده وكندا بالمقارنة بمصر وهكذا لذلك نحن نشجع تصدير السلع التى تستطيع المنافسة بالسوق الكندى خاصة انه سوق بعيد وتكلفة التصدير اليه مرتفعة وعدد سكانه قليل .
> ألا ترى فى قانون الاستثمار الجديد وقرار تعويم الجنيه بداية جيدة لتحسين مناخ الاستثمار فى مصر ؟
- مصر طول عمرها تصدر قوانين وتلغى قوانين فهذه ليست المشكلة الازمة تحدث من تطبيق القوانين والمشاكل التى تنتج عن ذلك والفشل فى اجراء حلول سريعة لهذه المشاكل.. أما قرار التعويم بالرغم من الهجوم الذى تعرض له إلا أنه قرار سليم وأعطى استقرار لسعر العملة بعد الفوضى التى حدثت فى سعر الدولار أمام الجنيه المصرى مما أعطى صورة سلبية عن مناخ الاستثمار فى مصر فكيف يدخل المستثمر الاجنبى الدولار بسعر 9 جنيهات وعندما يحتاج يخرجه يجد أن سعره أصبح عشرين جنيها فوجود أكثر من سعر للدولار فى مصر قبل قرار التعويم كان أزمة مدمرة للاقتصاد المصرى، لكن قرار التعويم كان يحتاج لعدة اجراءات اخرى بجانبه ليضبط السوق ويحمى الفقراء ولابد ان يسمح البنك المركزى بحرية دخول وخروج الدولار من والى السوق المصرية ليطمئن المستثمر الاجنبى على حرية دخوله وخروجه من مصر ولا داعى للقلق من عودة المهربين والمضاربين مرة أخرى فاعتقد انهم حققوا مكاسب طائلة خلال فترة ما قبل التعويم ولن يعودو مرة أخرى .
> ماذا عن الواردات المصرية من كندا ؟
بلغت حوالى 320 مليون دولار وتتركز فى الطائرات والحديد الخردة والمنتجات التكنولوجية وفول الصويا والادوية والالبان المجففة والعدس الاصفر والقمح .
> هل توجد فرصة للشباب المصرى أن يهاجر إلى كندا ويحقق مستقبلا أفضل؟
- الهجرة فى كندا مغلقة منذ 4 سنوات ونتوقع أن تفتح خلال العام الحالى أو القادم خاصة ان كندا بلد مهجر فمساحته كبيرة جدا فهى من أكبر بلدان العالم من حيث المساحة وعدد سكانها 31 مليون فقط لذلك فهم فى أشد الحاجة للموارد البشرية وخاصة المصريين لسمعتهم الطيبة هناك.