”رئيس المؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة”: حجم الاتفاقيات مع مصر يقدر ١١.٥ مليار دولار
أكد هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن علاقة المؤسسة مع مصر استراتيجية، وقال: "إن الاتفاقية التي أبرمت، مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي للحصول على تمويل قيمته 3 مليارات دولار تعد الخامسة التي تعقدها المؤسسة مع مصر، إذ تم تنفيذ اتفاقيات من قبل تقدر بما يقارب من ٨.٥ مليار دولار تضاف إليها الثلاثة مليارات الأخيرة ليصبح إجمالي حجم الاتفاقيات حوالي ١١.٥ مليار دولار".
وفي حديث أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط، أوضح أن كل الاتفاقيات نفذت بشكل ممتاز، مشيدا بحسن الإدارة الملموس من الجهات المنفذة لكل الاتفاقيات السابقة، وعلى رأسهم وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر، وأيضًا الجهات المستفيدة مثل وزارة البترول والهيئة العامة للبترول.
وأشار إلى أن المؤسسة استطاعت أن تقود عمليات التمويل الجماعي للعديد من البنوك الأجنبية والإقليمية والمحلية، مما يعني وجود ثقة كبيرة في مصر وفِي إمكانيات المؤسسة الدولية الإسلامية في إدارة مثل هذا النوع من العمليات، قائلًا: "ما أن طرحنا عملية التمويل الجماعي إلا وكان هناك إقبال، وهذا دليل على ثقة الناس في أن الاقتصاد المصري يعيش مرحلة جيدة، وأرى أن الخطط التنموية كلها تسير بشكل جيد وكذلك التنفيذ بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزراء العاملين معه".
وتابع قائلًا: "نشيد بالتركيز على الإنجاز في جميع القطاعات، الصناعية أو الزراعية أو الاستثمار، ونلحظ أن جهات عديدة بدأت تنجذب نحو مصر، فالعديد من الشركات في المملكة العربية السعودية إما بدأوا أو أنهم مقبلون على إنشاء مشروعات بها، وذلك في ظل ما يرد من تقارير إيجابية حول مؤشرات الأداء الاقتصادي".
ورأى هاني سنبل أن ما يجعل المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة مختلفة هو استهدافها التنمية بكل ما تعنيه الكلمة، فهي ليست مثل البنوك التجارية التي تستهدف الربح فقط، بل تهدف إلى أن يكون لديها نظام مالي جيد للاستمرار في دعم الدول الإسلامية وتقديم خدمات لهم.
وعلى صعيد ما تقدمه المؤسسة من دعم لمصر، لفت إلى أن هذا الدعم يحظى بمميزات، فهم شركاء في التنمية ومن المؤسسات التي تعمل في أحلك الظروف التي مرت بها مصر في مرحلة التحول، وهدفها أن تزدهر الدول وتنمو وأن تتم مقابلة كل الاحتياجات بكل ما تملكه المؤسسة من إمكانيات.
وعن شمول الاتفاقية الموقعة مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي لتمويل السلع التموينية، قال: "نحاول قدر الإمكان أن ننوع محفظة الدعم لمصر من خلال قطاعات مختلفة عن قطاع الطاقة، فلمصر كل الحرية أن تستخدم الاتفاقية الإطارية بالشكل الذي تراه مناسبا ونحن على استعداد لتقديم كل ما يمكن تقديمه وفق سياسات وإجراءات المؤسسة، وندرس مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي القطاعات الجديدة، ومن خلال تنفيذ الاتفاقية ستكون هناك قطاعات ندعمها مثل الزراعة".
وأكد أن هناك خدمات أخرى تقدمها المؤسسة مثل برامج بناء القدرات والتدريب للخريجين، والبرامج الخاصة بلقاءات رجال الأعمال، وهذه كلها تفيد مصر بشكل كبير، لافتا إلى أن لدى المؤسسة أيضا برنامجا مهما مع هيئة تنمية الصادرات للارتقاء بخدماتها وأدائها إلى الأفضل.
وأعرب المهندس هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية عن أمله في استمرار دعم جامعة الدول العربية لانطلاق المرحلة الثانية من مبادرة المساعدة من أجل التجارة في الدول العربية.
وقال: "إن الجامعة العربية كانت وراء انطلاق هذه المبادرة قبل 3 سنوات"، موضحًا أن الهدف من المبادرة المنتهية في ٣١ ديسمبر الماضي الارتقاء بمستوى الأداء لكل الفعاليات العاملة بالتجارة في الدول العربية، وأيضًا رسم الاستراتيجيات الخاصة بالتصدير وبناء القدرات الخاصة بهذه الدول في مجال التجارة.
وأعرب عن تطلعه لدعم الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال لقائه المرتقب معه اليوم، حيث يتم تقييم المرحلة الأولى، بينما يتوقف إتمام المرحلة الثانية حال وجود رغبة من الدول المانحة تجاه الاستمرار في الجزء الثاني.
وأكد أن جميع الدول العربية استفادت من هذه المبادرة التي ساهم في دعمها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة السويد وجمهورية مصر العربية، إضافة إلى منظمات دولية من بينها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الإسلامي للتنمية والمؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة.
وأوضح أنه خلال الجزء الأول من المبادرة تم تخصيص 10 ملايين دولار، أنفقت بالكامل لحوالي ١٩ دولة عربية، وكانت أكبر دولة مستفيدة منها هي مصر بواقع ما يقرب من 5 ملايين دولار جميعها منح لا ترد، بينما بلغت مساهمة مصر فيها خمسمائة ألف دولار.
وأضاف: "إن المبادرة تتكون من برامج للمساعدات الفنية، وبناء القدرات، وأن المؤسسة الدولية الإسلامية للتمويل والتجارة هي فقط التي تقودها وتشرف على إدارتها، وعلى تنفيذ العمليات والمشاريع ولكن هناك مجلس إدارة مستقل للمبادرة كان قد حدد ثلاث سنوات للعمل بها".
وأشار إلى أن أغلبية الدول العربية استفادت من المبادرة، حيث تم إنجاز حوالي ٣٠ مشروعا بموجبها، واستفادت منها مصر في مجالات لها علاقة إما ببناء قدرات الجهات العاملة في مجال التجارة، أو تحسين ممرات التجارة بين الدول المحيطة بمصر مثل السعودية والسودان وأيضا برامج تدريب للخريجين".
وعلى الصعيد الأفريقي، نوه هاني سنبل بمشاركة المؤسسة في المبادرات المختلفة، مثل "مد الجسور العربية الأفريقية التجارية"، مشيرا إلى أن الشركاء المصريين أبدوا رغبة في تنفيذ مشروعات مشتركة مع المؤسسة في أفريقيا".
وأوضح هاني سالم سنبل أن لقاء جمعه - خلال زيارته الحالية لمصر - بنائب رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد عمرو كامل، حيث تم تفعيل اتفاقية مهمة وقعت في ديسمبر الماضي بقيمة ١٧٠ مليون دولار لتنفيذ عمليات في أفريقيا".