محاربة التعصب والخطاب الديني المتطرف أهم توصيات مؤتمر الحوار بين الأديان
صرح أيمن نصري رئيس المنظمة المسكونية لحقوق الأنسان والتنمية بجنيف بأنه أختتم أمس المؤتمر الدولي الأول للحوار بين الأديان حول التماسك السلمي والاجتماعي في العراق والذي اقيم في بيروت في الفترة من 11-13 ديسمبر والذي شارك فيه أكثر من 42 مشارك من مختلف الأديان والطوائف والقوميات بالعراق وهي الكاكائية والإيزيدية والصابئة المندائية والمسيحية (الكنيسة الشرقية القديمة- كنيسة المشرق الآشورية، الكنيسة الإنجيلية، الكنيسة السريانية الأرثوذكية، كنسية الروم الأرثوذكس) والإسلامية (الطائفة السنة والطائفة الشيعية) كما ومن المكونات العربية والكردية والشبكية الأرمنية والآشورية والسريانية يأتي هذا المؤتمر في إطار المتابعة لزيارات مجلس الكنائس العالمي للعراق واستجابة لطلب رؤساء الطوائف بضرورة وجود حوار على مستوى القيادات الدينية في العراق والهدف منه هو التشاور وتبادل وجهات النظر لتحديد المعوقات والتحديات التي تواجه التماسك الديني والاجتماعي في العراق مع حتمية تفعيل دور الزعماء الدينيين في نشر ثقافة السلام والعيش المشترك وقبول الآخر ومحاربة الطائفية ووضع آليات لإعادة تكوين مجتمعات مبنية على التعددية الدينية والثقافية . المؤتمر بدأ بتأكيد من جميع ممثلي الطوائف بإعلان القضاء على داعش عسكريا وخلو العراق من هذا التنظيم الإرهابي بفضل مجهودات المجتمع الدولي والجيش العراقي
وأكد نصري أن البيان النهائي للمؤتمر قد خرج منه عدة توصيات هامة جدا والتي من شأنها إذا تم تنفيذها أن تساهم بشكل كبير في القضاء على الطائفية ومعالجة الأثار النفسية للحرب على الأقليات وإعادة توطينها في المدن التي طردت منها على يد داعش عن طريق تنفيذ مشروعات تنموية مع تقديم توصيات من شأنها أن تعزز ثقافة العيش المشترك ومن أهم هذه التوصيات محاربة الخطاب الديني المتطرف من خلال سن تشريعات و قوانين صارمة تعاقب كل من يحاول أن يحرض ويقتل باسم الدين مع تعزيز مفهوم المواطنة والمساواة وحرية الدين والمعتقد كذلك تعزيز المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الدينية بمختلف هوياتها ومذاهبها والتأكيد على أهمية استمرار التواصل والحوار الدائم بين الأديان على مختلف المستويات خاصة الاجتماعية والثقافية وأيضا تقديم الدعم الحكومي والشعبي لرجال الدين والمؤسسات الدينية لمشروع العدالة الانتقالية . كما شدد المشاركين على ضرورة الاعتراف بأن التطرف له جذر ديني في بعض النصوص والتفسيرات في التراث لذلك يجب العمل على تنقية الموروث التراثي من المضامين التي تغذي التطرف والفرقة بين الناس كاستخدام كلمة كافر لغير المسلم
وأكد نصري أنه على المستوي الثقافي والإعلامي فقد طالب المشاركين استبدال كلمة أقليات بكلمة مكونات مع ضرورة التوعية على دور جميع المكونات العراقية في تنمية التراث الثقافي مع تعزيز ثقافة قبول أشخاص من المكونات المختلفة في المراكز القيادية بما يحقق المساواة والعدالة الاجتماعية وعلى المستوى التربوي ركزت التوصيات على ضرورة التعريف بجميع المكونات في المناهج الدراسية في مختلف المراحل الدراسية وفق رؤية كل مكون لنفسه، والتركيز على الدور الحضاري والمساهمات لكل مكوّن في تاريخ الوطن، كما والتركيز على الانتماء إلى الوطن وعلى أن جميع المكونات عراقيّة أصيلة . مراجعة مناهج اللغة العربية وتنقيتها من النصوص التحريضية والمسيئة للآخر. تأهيل المعلمين لقبول الآخر والتعامل مع التنوع بشكل إيجابي . مراجعة مادّة التربية الوطنية والتركيز فيها على التنوع وعلى مبادئ العيش معًا
وفي نهاية البيان الختامي وجه المشاركين في المؤتمر رسالة للمجتمع الدولي بضرورة وحتمية وقف تقديم الدعم لبعض المراكز الإسلامية ذات الأجندات المتطرفة مع ضرورة إيقاف الصراعات الدولية في المنطقة من خلال دعم الجماعات المسلحة واستخدامها في حمايات مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة . وأيضا تجفيف منابع الإرهاب