”التايم شير” البوابة الخلفية للنصب ونهب جيوب المصريين
بدأ التايم شير في مصر خلال التسعينيات , فهو نظام يقتسم الوقت بين عدد ممن المنتفعين لوحدة بعينها، حيث تشير إحصائيات منظمة السياحة العالمية إلى أن أكثر من 5 ملايين عائلة تستفيد من هذا النظام حول العالم وأن هناك أكثر من 4900 فندق ومنتجع سياحي حول العالم مشتركين به, إلا أن في مصر يتم تطبيقه بشكل آخر من قبل عدد من الشركات التي تقوم بخداع المستفيدين من أجل الحصول على المال دون أن تقدم لهم أي إفادة .
تقدم الإعلامي ماجد على من خلال برنامجه " لقمة عيش " الذي يعرض على فضائية LTC , ببلاغ للنائب العام والجهات الرقابية واللواء خالد فوده – محافظ جنوب سيناء والمسئول عن شرم الشيخ , في الشركات والأفراد الذين يقومون ببيع وحدات سياحية وهمية "تايم شير" , محذرا جميع المواطنين من التعامل مع أي أشخاص أو شركات تستوقفهم في الطرقات والمولات والأماكن العامة . بغرض بيع عقود لوحدات سياحية أو غيرها .
استنكر ماجد علي , على الأجهزة الرقابية والتنفيذية صمتها أمام تلك التجاوزات التي تجرى على مرأى ومسمع من الجميع . حيث تساءل من خلال برنامجه عن جهات الحماية لهذه الشركات التي تعمل دون ضوابط قانونية .
الخبير والمستثمر السياحي عمرو الديب , قال في بداية الحلقة إن السياحة هي قاطرة الاقتصاد المصري ولذلك نجد أن الرئيس يوجه دائما بالاهتمام بالسياحة لأهميتها وتعدد مصادرها , من أجل ذلك تأسست الكثير من المبادرات مثل " شرم الشيخ في قلوبنا, ومبادرة دعم السياحة في مصر "
أوضح أنه على المستوى الحكومي نجد أن البنك المركزي قد خصص 5 مليارات جنيه لدعم السياحة , وهذه النسبة قابلة للزيادة , ولكن هي تكفي هذه المبادرات لدعم السياحة والقيام بها من جديد؟ . في وقت تعثر فيه المستثمرين بسبب الأوضاع الراهنة .
أضاف: نحن في حاجة إلى حملات أكثر لدعم السياحة , إضافة إلى الرقي بأخلاقيات العمل في المجال السياحي من جميع النواحي , ناهيك عن أننا في حاجة إلى دعم قانوني ولوجيستي للدفع بعجلة الاستثمار السياحي في مصر .
وقال الديب إن السياحة الداخلية تحتاج إلى حماية تامة , إذ أنها هي الحصن الحصين للسياحة المصرية, ويظهر ذلك جليا في الأيام الماضية خاصة بعد حادثة الطائرة الروسية . وجدنا إقبالا كثيفا على شرم الشيخ والغردقة , الأمر الذي عمل على انتعاش السياحة خلال هذه الفترة .
وأكد أن كل المؤشرات تشير إلى أن السياحة ستعود إلى مجراها الطبيعي وعهدها الأول . خاصة بعد تعويم الجنيه المصري, حيث انخفضت مصروفات السائحين مما يدفعهم إلى قضاء عطلتهم بمصر , ورغم أن الرئيس السيسي عمل عودة السياحة الروسية , إلا أننا لا بد أن نضع دول شرق أسيا في الحسبان , لأن مشكلة السائح الأوروبي أن لديه هاجس أمني لا ينفك عنه بمرور الوقت .
وبيّن أن التسويق الالكتروني للسياحة في مصر شاهد نشاط مهم جدا من خلال الشباب المصري الحريص نهضة بلده , وهذا من خلا مواقع التواصل والسوشيال ميديا .
"التايم شير"
وأوضح عمرو الديب أن التايم شير هو عبارة اقتسام الوقت في وحدة معينة بين 48 عميل , بمعنى أن العميل الذي يشتري وحدة بشرم الشيخ أو بالغردقة لا يستفيد بها إلا أسبوع خلال السنة كلها . ومن هنا جاءت فكرة التايم شير وهي فكرة أجنبية ناجحة جدا خارج مصر , ولذلك نجد أن التايم شير نجح بشكل ملموس في دبي وهي اكبر سوق عالمي في فكرة التايم شير . حيث أن اقتصاد التايم شير تخطى الـ " 13 مليار دولار " في العام الواحد على مستوى العالم , وللأسف لا تجد لمصر إحصائية واضحة للاستفادة من التايم شير . لأنه غير مقنن تقنين كامل بسبب عمليات الاتجار الغير شرعية التي تحدث باسمه .
أضاف: المشكلة في الوقت الراهن أن التايم شير يتم التسويق له في مصر تحت عدة مسميات , أشهرها " بيع الملكية الجزئية " , وهناك تصريح من وزارة السياحة عام 2012 أشارت في إلى أن الملكية الجزئية بوضعها الراهن هي " تايم شير" وعلى الرغم من ذلك نجد أن هذه الشركات منطلقة بشكل غير عادي بأماكن منتشرة في مصر , ويقومون بالبيع بشكل يبلغ درجة الإهانة للمنتج.
نوعية العقود التي تباع بها هذه الوحدات "بالملكية الجزئية" لكن ليست بالطريقة الصحيحة . لذلك يخضع لقرار وزير السياحة رقم 150 لعام 2010 بشأن ضوابط انقسام الوقت " التايم شير في المنشآت الفندقية والقرى والمنتجعات السياحية , وهنا المشكلة - إذ أن كال العقود التي تقوم تحت عملية التايم شير ما هي إلا عملية نصب , لأنها لوحدات وهمية يدفع العميل فيها ثمنا قليلا دون أن يتحرى عن مكانها أو معاينتها ويفاجئ بعد ذلك أنها لا وجود لها على الإطلاق .