الأموال
السبت، 4 مايو 2024 08:35 مـ
  • hdb
25 شوال 1445
4 مايو 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : عيد حزين فى غزة

اسامة ايوب
اسامة ايوب


جرائم قوات الاحتلال الصهيونى أظهرت أنهم كلاب متوحشة
لقد بلغت خِسة العدو الصهيونى اليهودى ذروتها خلال شهر رمضان الذى يوشك أن ينقضى وذلك علي النحو الذى شاهده العالم من تصعيد وحشى بالغ الإجرام ضد الشعب الفلسطينى الأعزل وأطفاله ونسائه من قتل وتجويع وقصف وحصار المستشفيات وقتل من فيها من نازحين ومرضى وكوادر طبية فى سياق حرب الإبادة الجماعية، بحيث إن من لم تقتله الغارات الجوية والقصف المدفعى فإنه يموت جوعًا أو مرضًا وجرحًا.
هذا التصعيد الخسيس للعدوان اليهودى الصهيونى خلال الأسبوعين الماضيين تكشف أمام العالم بعد انسحاب قوات الاحتلال من مستشفى الشفاء غرب غزة بعد حصار وتدمير لكل أبنية المستشفى والغرف الطبية أسفر عن قتل مئات المرضى والنازحين اللاجئين داخل المستشفى الذى يعد أكبر وأهم مستشفيات القطاع، وحيث كشفت الصور والمشاهد عن وحشية قوات الاحتلال حسبما اتضح من وجود مئات الجثث التى جرى دفنها في أرضية المستشفى أو غيرها التى تحولت إلى جثث متفحمة وأشلاء فى أبشع مظاهر وحشية اليهود فى التعامل مع المدنيين العزل والمرضى، ومن ثَمَّ فى أبشع صورة من صور حرب الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وعلي نحو لم يشهده العالم منذ قرون طويلة خاصة فى الغزوات التتارية والصليبية.
المثير للاشمئزاز أن تواصل حكومة مجرم الحرب نتن ياهو عدوانها الوحشى وبذلك التصعيد الإجرامى الخسيس فى أعقاب صدور قرار مجلس الأمن الدولي قبيل منتصف رمضان والذى امتنعت أمريكا من معارضته باستخدام «الفيتو» كما فعلت ثلا ثمرات واكتفت بالامتناع عن التصويت وبما يعنى أن القرار صار ملزمًا، والمثير للاشمئزاز أيضا أن القرار الذى نص على وقف فورى لإطلاق النار خلال شهررمضان بينما كان الشهر قد انتصف ومع ذلك فإن مجرم الحرب نتن ياهو لم يلتزم بالقرار بل ضاعف من العدوان حسبما شهدنا وشهد العالم، ومن ثَمَّ فإن وقف العدوان لم يحدث سواء قبل حلول رمضان حسبما توقع الرئيس الصهيونى المخادع جو بايدن أو حتى خلال ما تبقى من أيام الشهر.
الأكثر إثارة للاشمئزاز هو الاعتراض المزعوم من جانب الرئيس الأمريكى الصهيونى بايدن على اجتياح رفح بحسب خطة مجرم الحرب نتن ياهو دون وجود خطة موثوقة لتقليل أعداد القتلى المدنيين، بينما جاء تأكيده في نفس الوقت على الالتزام الأمريكى بمواصلة إمداد إسرائيل بالأسلحة التي تطلبها وهو ما حدث بالفعل الأسبوع الماضى بإرسال آلاف القنابل الفتاكة والأسلحة والطائرات وهو الأمر الذى يفضح المسلك الأمريكى ويكشف دعمه اللامحدود للعدوان على الشعب الفلسطينى وإبادته وتدمير أرضه فى غزة تدميرًا شاملا.
>>>
وفى نفس الوقت فإن ما يتردد إعلاميا عن خلاف أمريكى إسرائيلى بين الرئيس بايدن وإدارته ونتن ياهو وحكومته بشأن العملية المرتقبة لاجتياح رفح جنوب غزة لا يعدو أن يكون مجرد تمثيلية هزلية كما أسلفت فى مقال سابق وكما يؤكد الدعم العسكرى والسياسى والدبلوماسى المتواصل لقوات الاحتلال، وحيث تبدو كل الزيارات والاتصالات بين الجانبين مؤخرًا نوعًا من الشو الإعلامى السياسى بهدف تبييض وجه أمريكا القبيح حتى تبدو حريصة على حماية المدنيين فى غزة بقتل أقل عدد ممكن!
أما هذا الموقف الأمريكى المشين المتماهى مع العدو الصهيونى والداعم للقضاء على حماس الذى تم تصنيفها كمنظمة إرهابية بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضى، وعلى النحو الذى يعطى لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها بتدمير غزة وقتل شعبها تحت غطاء القضاء علي حماس.. إنما يتعارض مع كل القوانين الدولية ومرجعيات الشرعية الأممية والتى تعطى الشعب الرازح تحت الاحتلال الحق المشروع فى المقاومة بكافة أشكالها لتحرير أرضه وتقرير مصيره، وهو الحق الذى تآمرت عليه قوى الغرب الأمريكى الأوروبى طوال ستة عقود للحيلولة دون تنفيذ قرار مجلس الأمن بانسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها عام ١٩٦٧.
<<<
وفى هذا السياق تجدر الإشارة والإشادة بمواقف وتصريحات المسئول الأمم أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة طوال الأشهر الماضية ومنذ بدء العدوان.. بداية من توضيحه المهم والموضوعى والقانونى من أن عملية «طوفان الأقصى» لم تأت من فراغ، إذ كانت ردًا مشروعًا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى طوال ٥٦ سنة، وحيث جاء هذا التصريح وذلك التوضيح ترسيخًا وتأكيدًا لمبدأ حق حركات التحرر الوطنى المشروع فى مقاومة الاحتلال، وذلك هو ما فعلته حركة المقاومة حماس ردا على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى من قتل واعتقالات واقتحامات وهدم للبيوت وتوسع استيطانى غير مشروع.
إن ما فعلته حركة المقاومة حماس أو تعله سبق أن فعلته كل حركات المقاومة والتحرر الوطنى فى العالم.. فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية ولم يقل أحد إن تلك الحركات المقاومة كانت منظمات إرهابية، بينما يصف الغرب الأمريكى الأوروبى الاستعمارى المقاومة الفلسطينية بالإرهاب لأنها تقاوِّم ضد أبشع احتلال فى التاريخ الحديث، وحيث لم يعد فى العالم شعب محتل وأرض محتلة سوى الشعب الفلسطينى وأراضيه رغم كل القرارات الدولية والأممية والتى تتآمر أمريكا مع العدو الصهيونى لتحويلها إلى حبر على ورق فى أسوأ مظاهر العداء المتجذّر ضد العرب وضد الفلسطينيين على وجه الخصوص وبما يتعارض مع ادعاء الحرص على حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.
هذا العداء المتجذّر عبر التاريخ ضد العرب بوجه عام والذى أكده وفضحه ذلك الاستعلاء الغربى العنصرى ضد العرب ومن ثَمَّ التآمر مع الكيان الصهيونى لاستمرار احتلاله للأراضى الفلسطينية وممارسة أبشع جرائم إرهاب الدولة والإبادة ضد الشعب الفلسطينى.. تبدى بكل وضوح وعلى نحو فاضح خلال العدوان الصهيونى الوحشى علي قطاع غزة، وحيث لم يحرِّك الغرب الأمريكى الأوروبى ساكنا إزاء قتل المدنيين والأطفال والنساء وتدمير كل البنى التحتية في قطاع غزة وتحويله إلي أرض غير صالحة للحياة.
بل إن هذا التآمر الغربى الأمريكى الأوروبى امتد أيضا إلي تجويع الشعب الفلسطينى المحاصر فى غزة، حتى بات أهلها على شفا مجاعة حقيقية وكارثية والتى وصفهتا منظمات الإغاثة الأممية بأنها ثالثة أكبر مجاعة فى العقود الأخيرة بعد المجاعة فى الصومال وجنوب السودان.
<<<
وفى سياق حرب التجويع الخسيسة التى يشنها الكيان الصهيونى فإن قواته التي مازالت تعرقل وتمنع ادخال المساعدات الغذائية الإغاثية إلى غزة لإنقاذ الشعب الفلسطينى من الموت جوعًا وعطشًا ومرضًا، فإن حربها امتدت إلى أفراد البعثات الأممية لترويعهم بهدف إفشال خدماتهم الإغاثية الإنسانية، وحيث بلغت هذه الجريمة ذروتها قبل أيام عندما أقدمت قوات الاحتلال على قتل ٧ من البرنامج الغذائى العالمى عمدا وعلى التوالى.
المثير للاشمئزاز أيضا هو انتفاض أمريكا وأوروبا غضبا بعد مقتل هؤلاء الأفراد الذين ينتمون إلى جنسيات أجنبية ومطالبة حكومة إسرائيل بإجراء تحقيق عاجل ومعاقبة القتلة وقدمت إسرائيل اعتذارا مطولا عن هذه الجريمة.. بينما لم يحرِّك الرئيس الصهيونى بايدن ساكنا أمام مشاهد قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطنيين والأطفال والنساء وكأن العرب والفلسطينيين شعوبا من الدرجة الثالثة فى نظر بايدن الصهيونى والغرب الأمريكى والأوروبى، وهو الأمر الذى يؤكد للمرة الألف لماذا لا يقيمون وزنا لنا نحن العرب تحديدا وعلى هذا النحو من الاستعلاء العنصرى البغيض لذلك العالم مدعى التحضر والحرية..
<<<
إن جرائم الحرب والإبادة وكل الجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبها الكيان الصهيونى اليهودى فى غزة بكل الخِسة والوحشية والبربرية التى شاهدها العالم على الهواء مباشرة من قتل بشع وحرق الجثث والعبث بأشلائها أكدت أن قوات الاحتلال كلاب ضالة متوحش تنهش لحوم ضحايا بعد قتلها.. بينما كان الوزراء المتطرفون فى حكومة مجرم الحرب نتن ياهو يصفون رجال المقاومة الأبطال الذين تصرفوا بكل إنسانية وأخلاق مع الأسرى بعد عملية «طوفان الأقصى» بأنهم وحوش آدمية.
<<<
إذا كان رمضان الموشك على الانقضاء شهرا صعبا عاشه الفلسطينيون فى غزة، فإن عيد الفطر المبارك القادم بعد ساعات سوف يكون بالضرورة وبكل أسف عيدًا حزينا على الفلسطينيين.. سوف يُحرم أطفالهم من بهجة العيد مثلما حرموا من الطعام والدواء والماء وكل مظاهر الحياة الطبيعية طوال ستة أشهر حتى فى رمضان، ومثلما حرموا من آبائهم وأمهاتهم الذين استشهدوا تحت ضربات العدوان الصهيونى الوحشى، ثُمَّ إنى أحسب أن هذا العيد سوف يكون حزينا لدى كل الشعوب الإسلامية والعربية.. أو هكذا يفترض، وحسبما أن النصر قريب كما وعد الله المؤمنين المسلمين.

مصر للطيران
عيد حزين . غزة

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE