الهلالى يدعو لعمل استفتاء شعبى للمساواة فى الميراث... والأزهر يرد: جريمة فكرية

أثارت تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر حول المساواة ببن الرجل والمرأة فى الميراث بخلاف ما جاء فى نصوص القرآن الكريم حالة من الاستياء الشديد فى أوساط الشعب المصري
وزعم الهلالى أن الميراث حق وليس فريضة واجبة مثل الصلاة و الصوم وأنه لا يوجد نص قرآنى يمنع المطالبة بالمساواة فى الميراث، مشيرا الى ان جميع نصوص الميراث الواردة فى القران جاءت بالتوصية وليست بالامر.
عمل استفتاء شعبى للمطالبة بالتساوى فى الميراث يلغى النص القرآنى
واقترح الهلالى عمل استفتاء شعبى حول المساواة بين الرجل والمراة فى الميرات و أن يتم ترك الأمر للمجتمع كحوار مجتمعي، وإذا توصل إلى توافق على جعل الميراث متساويًا بين المتكافئين في درجة القرابة، فإن الدولة يمكنها التوجه لتغيير القانون بناءً على هذا القرار الشعبي المتسامح، مؤكدًا أن الله لا يمنع التسامح الشعبي.
وشدد الهلالى على أن القرار في نهاية المطاف هو قرار شعبي وليس قراره أو قرار أي فرد آخر، مشيرًا إلى أن المطالبة بالمساواة في الميراث ليست ممنوعة بنص صريح في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة، خاصة بين المتساوين في درجة القرابة كالأخ والأخت.
الازهر يرد: تحريم الحلال و تحليل الحرام جريمة فكرية كبرى
ومن ناحيته سارع الأزهر الشريف إلى رفض هذه التصريحات ، واكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فى بيان رسمى، ان نصوص الميراث قطعية لا تقبل التغيير والاجتهاد
واكد الازهر ان الدعوة لصنع "تدين شخصى" افتئات على الشرع، وأن صنع "قانون فردى" افتئات على ولى الامر واعادة انتاج للفكرالتكفيرى المنحرف
وحذر الازهر من ان الشَّحن السَّلبي المُمنهج تجاه الدّين وتشريعاته، والانتقالُ من التشكيك في حكم من أحكامه إلى التشكيك في غيره، ونسبةُ المعاناة والإشكالات المُجتمعية إلى تعاليمه ونُصوصه؛ جريمة كبرى تغذي روافد الانحراف الفكري والسلوكي، ونذير خطر يؤذن بتطرف بغيض.
واوضح ان الانتقاء والتدليس وصدمة الجمهور بالاستدلالات غير الصحيحة على تحليل الحرام أو تحريم الحلال بغرض تطبيع المنكرات داخل المجتمع، جرائم فكرية ومعرفية ينبغي محاسبة مرتكبها والداعي إليها
واوضح الازهر ان التَّستُّر خلف حقوق المرأة للطعن في أحكام الدين، وتصويره كعدوٍّ لها، حيلة مغرضة تستهدف تنحية الدين وتقزيم دوره، وتدعو إلى استيراد أفكار غربية مشوهة، دخيلة على المُجتمعات العربية والإسلامية؛ بهدف ذوبان هُوُيَّتِها وطمس معالمه
ووجه الازهر رسالة غير مباشرة لـ"الهلالى"، موضحا أن تجديد الفكر وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة لا يُحسنها إلا العلماء الرَّاسخون، المشهود لهم بالديانة والتَّمكن، داخل الأروقة العِلمية، وليس على الشّاشات أو بين غير المُتخصّصين.