جيهان النجار المستشار الاعلامى السابق بباريس وبروكسل: علاقات راسخة وآفاق واعدة... قراءة في زيارة ماكرون إلى مصر

قالت المستشار الإعلامي السابق في باريس وبروكسل
جاءت الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر في توقيت بالغ الأهمية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، لتعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وقد شمل جدول أعمال الزيارة قمة ثلاثية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ركزت على تطورات الوضع في غزة، إضافة إلى توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية وعدد من الاتفاقيات التجارية والثقافية.
توقيت يحمل دلالة سياسية
اضافت النجار تعد هذه الزيارة الرابعة لماكرون إلى مصر، وجاءت بعد أسبوعين من تنديده باستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وتأتي في ظل مخاوف من زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة مع الحديث عن خطط تهجير فلسطينيين من القطاع. ويكتسب التوقيت أهمية خاصة كون مصر الدولة العربية الأولى التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979.
استقبال حافل واهتمام استثماري
واشارت المستشار الاعلامى السابق بباريس الى ان الرئيس ماكرون وصل إلى القاهرة مساء الأحد 6 أبريل، برفقة عدد من الوزراء وممثلي اتحاد أرباب العمل الفرنسي، حيث تعمل نحو 180 شركة فرنسية في مصر توظف أكثر من 50 ألف شخص. واستُقبل بحفاوة رسمية وشعبية، كان أبرزها جولة غير معلنة في سوق خان الخليلي بصحبة الرئيس السيسي، حظيت بتغطية واسعة ووصفتها الرئاسة الفرنسية بأنها "علامة استثنائية على الصداقة".
كما أجرى ماكرون جولة في المتحف المصري الكبير، ورافقته مقاتلات رافال فرنسية الصنع أثناء وصوله، في إشارة رمزية إلى عمق التعاون العسكري بين البلدين.
غزة في صدارة النقاشات
واضافت النجار في لقاء رسمي جمع الرئيسين، تم التأكيد على ضرورة العودة الفورية لوقف إطلاق النار واستئناف دخول المساعدات إلى قطاع غزة. وأعرب ماكرون عن تقديره للجهود المصرية كوسيط رئيسي في التهدئة وإطلاق سراح الرهائن، مشيدًا بتطابق المواقف الفرنسية المصرية بشأن الأزمة.
قمة ثلاثية واتصال مباشر مع ترامب
كما شهدت الزيارة عقد قمة ثلاثية ضمت السيسي وماكرون والملك عبد الله الثاني، أكدت رفض الزعماء الثلاثة لتهجير الفلسطينيين، ودعمهم لحل يُمكّن السلطة الفلسطينية من إدارة غزة. كما أجروا اتصالاً هاتفيًا مشتركًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث سبل التهدئة.
منتدى اقتصادي يشيد بنمو الاقتصاد المصري
واستطردت النجار شارك ماكرون في منتدى أعمال مشترك، وأشاد بـ"الاستقرار" في مصر وبـ"إمكانات النمو الاستثنائية" لاقتصادها، مؤكداً رغبة فرنسا في تعزيز التعاون الاقتصادي. وقد أعلنت الوكالة الفرنسية للتنمية عن تقديم أكثر من 260 مليون يورو في صورة قروض ومنح لدعم مشاريع النقل والطاقة والمياه.
زيارة رمزية إلى العريش
وقالت توجه ماكرون إلى العريش، القاعدة الخلفية المصرية للمساعدات إلى غزة، حيث التقى بممثلي المنظمات الإنسانية والهيئات الأممية، ودعا إلى إعادة فتح المعابر واستئناف دخول المساعدات. كما التقى عناصر من الدرك الفرنسي العاملين ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح، وأُعلن عن توقيع مذكرة تفاهم جديدة في مجال الصحة بين البلدين.
أكدت الزيارة عمق العلاقات المصرية الفرنسية الممتدة لعقود، وأظهرت توافقًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا في مواجهة التحديات المشتركة. وهي محطة مفصلية في مسيرة التعاون بين البلدين، ترسّخ نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الدولية.